فيل فودين.. من قمة المجد إلى مفترق الطرق
منذ عام فقط، كان فيل فودين يعيش لحظات التألق في ذروتها. نجم مانشستر سيتي كان حديث الصحافة والجماهير بعد موسم استثنائي في الدوري الإنجليزي الممتاز، توّج خلاله بجائزة لاعب العام، متفوقًا على كبار النجوم بفضل أهدافه الحاسمة وتمريراته الساحرة.
بـ19 هدفًا و8 تمريرات حاسمة، كان فودين أحد الركائز الأساسية في تتويج السيتي بلقب البريميرليغ. أداءه اللافت جعله عنصرًا لا غنى عنه في منظومة بيب غوارديولا. لكن مع انطلاق الموسم الجديد، بدأت ملامح التراجع في الظهور، بشكل لم يكن في الحسبان.
موسم باهت.. وأرقام لا تعكس القيمة
حتى الآن، خاض فودين 25 مباراة في الدوري، لم يسجل خلالها سوى 7 أهداف، وصنع هدفين فقط. أرقام لا تليق بلاعب حصل قبل أشهر على لقب الأفضل في إنجلترا. تأثيره في المباريات بات باهتًا، ومعدلات تسديده ولمساته في مناطق الخطورة شهدت انخفاضًا لافتًا، وكأن اللاعب فقد بريقه فجأة كورة لايف.
حادثة الأولد ترافورد.. عندما تتحول الهتافات إلى جراح
وسط هذا التراجع، جاءت مباراة الديربي أمام مانشستر يونايتد لتشكل نقطة تحول نفسية في موسم فودين. ففي ملعب “أولد ترافورد”، تعرّض لهتافات مسيئة طالت والدته من بعض جماهير الخصم. حاول فودين التماسك، لكن ملامحه داخل الملعب روت حكاية مختلفة.
ظهر شاردًا، فاقدًا للتركيز، وخرج من المباراة في منتصف الشوط الثاني دون أن يترك أثرًا يُذكر. لم تكن مجرد مباراة عادية، بل لحظة كشفت هشاشة نفسية أثّرت على ما تبقى من موسمه.
مقاعد البدلاء تفتح الباب للمواهب الصاعدة
تراجع المستوى فتح المجال أمام أسماء جديدة في تشكيلة السيتي. أبرزهم كان الشاب جيمس ماكاتي، العائد من إعارة ناجحة، والذي استغل الفرصة ليقدّم عروضًا قوية. ماكاتي سجل وشارك بفعالية، ونال إشادة غوارديولا، الذي وصفه بأنه “يملك صفات هجومية شبيهة بفودين، ولكن بفعالية أكبر في الوقت الحالي”.
ومع كل مباراة، بدا أن مركز فودين داخل التشكيلة لم يعد مضمونًا كما كان في السابق.
اختبار جديد في المنتخب.. والنتيجة مخيبة
لم تقتصر التحديات على النادي فقط، بل امتدت إلى المنتخب الإنجليزي. المدرب الجديد توماس توخيل منح فودين فرصة البداية في أولى مبارياته مع “الأسود الثلاثة” أمام ألبانيا، لكن الأداء جاء باهتًا.
خرج فودين عند الدقيقة 74، وواجه انتقادات مباشرة من توخيل، الذي صرّح بأن أداءه “يفتقر للفعالية”. كانت رسالة واضحة: النجومية لا تضمن الاستمرارية، والمستوى وحده هو المعيار.
الغياب عن آخر الانتصارات.. والوقت يداهم النجم الإنجليزي
مباراة مانشستر سيتي الأخيرة أمام أستون فيلا، والتي انتهت بالفوز 2-1، شهدت غياب فودين عن التشكيلة، رغم جاهزيته البدنية وتجاوزه الآثار النفسية للأحداث الماضية. هذا الغياب طرح علامات استفهام كبيرة حول مكانته في الفريق، خصوصًا في ظل الحديث عن تغييرات مرتقبة في صفوف السيتي والمنتخب الإنجليزي مع نهاية الموسم.
ما بعد المجد.. هل ينهض من جديد؟
فيل فودين اليوم أمام مفترق طرق حقيقي. استعادة المستوى لم تعد خيارًا، بل ضرورة لبقائه بين نخبة اللعبة. المنافسة تشتد، الضغوط تزداد، والوقت لا ينتظر أحدًا.
ربما تكون كبوة مؤقتة في مسيرة لاعب شاب وموهوب، وربما تكون بداية انحدار غير متوقع. وحده فودين يملك الإجابة، ولكن عليه أن يقدمها سريعًا… قبل أن يُغلق الباب.