سقوط مدوٍ لريال مدريد أمام آرسنال.. وأنشيلوتي في مهب العاصفة
تعرض ريال مدريد لهزيمة ثقيلة أمام آرسنال بثلاثية نظيفة على ملعب الإمارات، في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، في نتيجة فاجأت جماهير “الميرينجي” وفتحت أبواب الجدل حول مستقبل المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي.
ورغم دخول الريال بكامل نجومه، وعلى رأسهم كيليان مبابي وفينيسيوس جونيور، إلا أن الفريق ظهر بوجه باهت، حيث بدا عاجزًا عن مجاراة النسق الإنجليزي العالي، خصوصًا في الشوط الثاني الذي شهد انهيارًا تكتيكيًا حادًا.
وسجل ديكلان رايس هدفين متتاليين من كرات ثابتة في الدقيقتين 58 و70، قبل أن يختتم ميكيل ميرينو ثلاثية آرسنال في الدقيقة 75، وسط تراجع واضح في الأداء والانضباط الدفاعي لريال مدريد، كورة لايف.
أرقام محبطة.. وغياب تام للرد
الإحصائيات كشفت حجم الفجوة بين الفريقين، حيث اكتفى الريال بنسبة استحواذ بلغت 47% فقط، وسدد 3 كرات فقط على المرمى مقابل 11 تسديدة لصالح آرسنال. هذه الأرقام تعكس تراجعًا غير مسبوق في هوية الفريق، الذي اعتاد على السيطرة والهيمنة في مثل هذه المناسبات.
تيبو كورتوا، حارس مرمى الفريق، لخص الموقف بقوله: “لقد نسينا كيف نلعب كرة القدم”.
موسم بلا هوية
منذ بداية الموسم، لم يظهر ريال مدريد بثوب الفريق المتماسك تكتيكيًا. التبديلات المتكررة في مراكز اللاعبين، والاعتماد على حلول فردية، كلها ساهمت في ضياع أسلوب اللعب المعروف للفريق.
الهزائم أمام ليل وميلان وليفربول في دور المجموعات، والخسارة أمام برشلونة وأتلتيكو محليًا، تؤكد أن الأزمة ليست وليدة اللحظة، بل تراكمت عبر شهور.
حتى في ظل غياب بعض الركائز الدفاعية مثل ميليتاو وألابا، لم يُحسن أنشيلوتي استغلال البدائل أو توزيع الأدوار بشكل فعال، مما زاد من هشاشة الخط الخلفي.
غياب الحلول.. وعجز فني واضح
المدرب الإيطالي بدا عاجزًا عن إيجاد رد فعل مناسب أمام الفرق الكبرى، لا من حيث الخطة ولا من حيث التغييرات. العناصر الواعدة مثل إبراهيم دياز، جولر، والشاب إندريك، نادرًا ما نالوا فرصتهم، رغم افتقار الفريق للإبداع.
وبات الاعتماد على مهارات مبابي وفينيسيوس هو السلاح الوحيد، مما جعل الفريق سهل التوقع وكثير التعرض للمرتدات.
أنشيلوتي في عين العاصفة
الهزيمة أمام آرسنال فجرت غضب الجماهير، وفتحت باب الأسئلة حول مستقبل أنشيلوتي، الذي لم يعد قادرًا -بحسب الصحف الإسبانية- على بث الروح أو الأفكار الجديدة داخل غرفة الملابس.
الأحاديث بدأت تتزايد عن ضرورة التغيير، وهناك من يرشح أسماء مثل راؤول جونزاليس أو تشابي ألونسو لتولي المسؤولية مع بداية مشروع جديد.
وقد تكون مباراة الإياب في البرنابيو هي الفرصة الأخيرة للمدرب المخضرم لإنقاذ موسمه… وربما مسيرته كاملة مع الريال. لكن قلب النتيجة بعد خسارة بثلاثية نظيفة يبدو أشبه بالمستحيل، ما لم تحدث المعجزة.
هل انتهى عصر أنشيلوتي؟
في نادٍ مثل ريال مدريد، لا تُقاس النجاحات بالنقاط المحلية فقط، بل بالكؤوس الأوروبية. ومع تراجع الأداء والنتائج، تبدو نهاية عهد أنشيلوتي وشيكة، والقرار النهائي قد يُحسم في الأسابيع القليلة القادمة.
الكرة الآن في ملعب البرنابيو… والعيون ترقب.