ريال مدريد وكأس الملك.. المجد المنقوص في ليلة جديدة من التحدي
في أمسية كروية منتظرة، يحتضن ملعب لا كارتوخا في مدينة إشبيلية، مساء السبت المقبل، نهائي كأس ملك إسبانيا، والذي سيجمع بين الغريمين الأزليين: برشلونة وريال مدريد.
نهائي بنكهة خاصة، لا يشبه سواه، ليس فقط بسبب التنافس التاريخي بين الطرفين، بل لما يحمله من رمزية كبيرة، خاصة لريال مدريد، الذي يدخل المواجهة بأرقام متضادة بين القمة والقاع في هذه البطولة العريقة.
رقمان متساويان.. وتاريخ مزدوج
ريال مدريد يمتلك في رصيده 20 لقبًا في كأس الملك، رقم يبدو لائقًا بحجم النادي وتاريخه، لكنه يخفي خلفه مفارقة مذهلة: 20 خسارة أخرى في النهائي.
نعم، النادي الملكي خاض 40 نهائيًا، خسر نصفها. رقم يضعه، رغم مجده الأوروبي المحلي، في صدارة الأندية الأكثر خسارة في نهائي الكأس الإسبانية، متفوقًا حتى على أتلتيك بيلباو، الذي خسر 16 مرة فقط من أصل 40 نهائيًا.
هذه “الازدواجية” بين التتويج والانكسار، تجعل من الكأس المحلي أشبه بلعنة تطارد الفريق الأبيض، حتى في لحظات قوته الطاغية.
كابوس الذكرى المئوية.. ودراما النهائيات
من ينسى نهائي عام 2002؟ حين كان كل شيء مهيئًا لاحتفال مهيب بالذكرى المئوية لتأسيس ريال مدريد، على ملعبه “سانتياغو برنابيو”، وسط جماهيره. لكن ديبورتيفو لاكورونيا أفسد الليلة، وخرج بانتصار مفاجئ بنتيجة 2-1، حوّل الاحتفال إلى كابوس لا يُنسى.
وما بين 1991 و2013، لم يتوقف الكأس عن معاقبة الريال، ففي كلتا السنتين، سقط أمام أتلتيكو مدريد، الأولى بأداء باهت، والثانية بطرد رونالدو في الأشواط الإضافية، ما أفسح المجال لغريم العاصمة في اقتناص اللقب من قلب “البرنابيو”.
سجل أوروبي ثقيل.. ولكن من نوع مختلف
على مستوى القارة، لا أحد ينافس ريال مدريد في عدد خسارات النهائيات المحلية. ففي إنجلترا، آرسنال خسر نهائي كأس الاتحاد 8 مرات فقط. في إيطاليا، روما هو الأقرب بـ14 خسارة. أما في فرنسا، لم يخسر مارسيليا سوى 10 نهائيات. وفي ألمانيا، شالكه يمتلك 7 خسارات فقط، kooralive.
وبالتالي، فإن رقم ريال مدريد (20 خسارة) يجعله الأكثر سقوطًا في نهائيات الكؤوس المحلية ضمن الدوريات الخمس الكبرى.
رغم كل شيء.. لحظات لا تُنسى
لكن وسط العثرات، ظهرت أيضًا لحظات خالدة. نهائي 2014 مثلًا، حين انطلق جاريث بيل كالسهم من منتصف الملعب ليهز شباك برشلونة بهدف لا يُنسى، أو نهائي 2023، حين تألق رودريغو وقاد الفريق للتتويج بعد صيام طويل.
تلك اللمحات تمنح جماهير “الميرنغي” الأمل في أن يكون النهائي المقبل صفحة جديدة في سجل المجد، بدلًا من أن يكون رقماً إضافياً في دفتر الخسائر.
الموعد المنتظر.. وكسر التوازن
نهائي لا كارتوخا هذه المرة ليس مجرد مباراة، بل فرصة ذهبية لريال مدريد لكسر التوازن المؤلم بين الفوز والخسارة، واستعادة هيبة طالما تبعثرت في زوايا الكأس الإسبانية.
فوز الملكي على برشلونة لن يعني فقط رفع الكأس رقم 21، بل سيكون بمثابة “غفران كروي” لسنوات من الخذلان في البطولة التي لم تعترف كثيرًا بسطوته.
فهل يكتب ريال مدريد فصلاً جديدًا من المجد… أم تتجدد الحكاية القديمة مع الكأس التي كثيرًا ما أفلتت من بين يديه؟